- الرحال المحبوابمبتدي
- مُشاركآتيَ » : 33
الجنس :
17112010
أنا و صديقتي ....
كانت لي على هذه الحياة صديقة تحمل كل معاني الصداقة والحب كنا كروح في جسدان ، تسعى إحدانا لما يرضي الأخرى وتؤثرها على نفسها ، لا تلم بإحدانا لامة أو مصيبة إلا وتسجد الأخرى لله ضارعة أن يكشف هم أختها ويؤجرها على صبرها ، ويعلي بها من درجاتها حتى إذا ما كشف ضرها ذكرتها أختها بحمد الله وشكره في السر و العلانية و بالقول و العمل ، كنا دائماً ندعو الله بأن يجعلنا من الأخلاء المتقين كي لا نندم في الآخرة ،
فـــ ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين (
وهكذا استمرت محبتنا في الله و لله سبحانه ، بطاعته و الاستعانة به و ذكره في السر و العلانية ، إلى أن جاء اليوم الذي انتظرته و ترقبته ، فقد وعدتني صديقتي بالحضور في زفاف أختي فهاتفتها للتأكد من مجيئها فأخبرتني بأنها ستحضر في الساعة الثامنة و النصف مساء و أوصتني كعادتها بالحق و الصبر . جلست بقرب باب القاعة و أنا في غاية الشوق و اللهفة إلى رؤية صديقتي أو بالأصح أختي في الله .. كنت أتطلع إلى باب القاعة أخرج تارة إلى باب الفندق و أدخل تارة ، مرت الساعة الثامنة فالتاسعة أصبحت الساعة العاشرة و لم تأتي ، ضاق صدري كثيرا ً، لاحظت أمي علي التوتر و القلق فطمأنتني و أخذت تضع الأعذار لتأخرها ؛ ربما تعطلت السيارة .. و ربما ألغت زيارتها لظرف طارئ و ربما و ربما .. إلى أن قررت قطع الشك باليقين فهاتفتها و أجابتني والدتها ، في البداية أنكرت صوت أمها فقد كان هادئاً رزيناً أما هذه المرة فقد بدا على غير عادته ، حزيناً مؤثراً .. سألتها بعد التحية عن صديقتي لما لم تأت بعد ؟ فأجابتني و لم أتوقع الجواب نهائياً و كان آخر ما يمكن أن أفكر فيه ، فقد وضعت لتأخر صديقتي أعذاراً شتى .. و لكن هذا العذر الذي هز وجداني لم تلده بنات أفكاري ، طلبت من والدتها أن تعيد الجواب ؛ لعلي أفيق من صدمتي ، فإذا بها تقول لقد استردها مودعها و هي في محرابها ، إنا لله و إنا إليه راجعون ، كانت أمها تحدثني بصوت متقطع مليء بما لا يوصف من الحزن و الأسى ، إلا أنه صوت راضية لما كتبه الله تعالى و هي لا تلام على حزنها لأنها فقدت قرة عينها تلك التي وهبها الله تعالى الخلق الحسن و رزقها البر بوالديها الشيء الكثير .
واسيت أمها و أقفلت السماعة و لم أزل بجانب الهاتف ، أتذكرها و أتذكر أيامنا الجميلة التي قضيناها معاً ، و أتذكر وصيتها الغالية التواصي بالحق و التواصي بالصبر ، أجهشت في البكاء قررت أن أكمل دربي في طاعة ربي و أن أحمده و أعبده بشتى الطرق في جميع أوقاتي حتى أفوز بالجنة و يتسنى لي لقياها مرة أخرى في جنات ربي ..
و هذي وحده ثانية
رحلـــــت بدون وداع ...
في منتصف الليل ... بل عند رحيل الليل ... و بداية فجر جديد ...
و كعادتي أمسك بدفتر مذكراتي الصغير أقوم بجرد يومي من فجره إلى ليله ...
لكن ليلتي مختلفة ... شعور غريب ينتابني ...
و فجأة ..........
و بدون مقدمات يرن جرس الهاتف !!!!!!
فأسرعت متلهفة لأرد على الهاتف رغم الضيق الذي أصابني عند سماعه إنها صديقتي ...
و من دهشتي لهذا الإتصال قلت لها دون ردي السلام :
ماذا تريدين ؟! ماذا حدث ؟؟
قالت : إحدى قريباتي تلك التي هي صديقتك ...
قلت لها : نعم ماذا بها ؟!!
قالت : لقد تم تعيينها في مدرسة بقرية نائية عنا ...
قلت : ما شاء الله و لكن أخبريها بعتابي لها ; لأنها لم تبشرني بذلك ...
و منذ فترة لم أراها ... و لم أسمع صوتها ...
قالت و بصوت يشوهه الحزن : آسفة لا أستطيع إيصالها عتابك ; لأن فجر أمس و هي في طريقها للمدرسة أصابها حادث بشع و انتقلت إلى رحمة الله هي و أبيها ...
حينها لم أتمالك نفسي فذهبت مسرعة لحجرتي ...
لقد ماتت و رحلت ... نعم رحلت و تركتني وحيدة ...
رحلت شمعة حياتي ... رحلت صديقتي ... رحلت أختي ...
إنها كل شيء في حياتي ...
أحسست و الدموع تملأ مقلتي أن الدنيا توقفت برحيلها ...
فأصبحت لا أفارق حجرتي ... بل أصبحت انتظر اليوم الذي أرحل فيه مثلها ...
و بعد مرور أسبوع على هذا الحال ... حتى جفت عيناي من الدموع ...
أحسست ببصيص أمل يعود لي ... فتشبثت به ... و أدركت حينها أن الحياة لم تنتهي ... و لم تتوقف ...
و لن أنسى من ذهبت للقاء ربها و هي حاملة النور ...
فقد رعت حق الله ... و الكل أحبها بإيمانها و أخلاقها و بشاشتها ...
و ما بقي لي عند ذكراها إلا رفع كفاي لمالك الملك لأدعي لها أن يرحمها ... و يغفر لها ... و يوسع لها في قبرها ... و يجعله روضة من رياض الجنة ...
إنه سميع مجيب ...
دعواتك
منقوول
كانت لي على هذه الحياة صديقة تحمل كل معاني الصداقة والحب كنا كروح في جسدان ، تسعى إحدانا لما يرضي الأخرى وتؤثرها على نفسها ، لا تلم بإحدانا لامة أو مصيبة إلا وتسجد الأخرى لله ضارعة أن يكشف هم أختها ويؤجرها على صبرها ، ويعلي بها من درجاتها حتى إذا ما كشف ضرها ذكرتها أختها بحمد الله وشكره في السر و العلانية و بالقول و العمل ، كنا دائماً ندعو الله بأن يجعلنا من الأخلاء المتقين كي لا نندم في الآخرة ،
فـــ ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين (
وهكذا استمرت محبتنا في الله و لله سبحانه ، بطاعته و الاستعانة به و ذكره في السر و العلانية ، إلى أن جاء اليوم الذي انتظرته و ترقبته ، فقد وعدتني صديقتي بالحضور في زفاف أختي فهاتفتها للتأكد من مجيئها فأخبرتني بأنها ستحضر في الساعة الثامنة و النصف مساء و أوصتني كعادتها بالحق و الصبر . جلست بقرب باب القاعة و أنا في غاية الشوق و اللهفة إلى رؤية صديقتي أو بالأصح أختي في الله .. كنت أتطلع إلى باب القاعة أخرج تارة إلى باب الفندق و أدخل تارة ، مرت الساعة الثامنة فالتاسعة أصبحت الساعة العاشرة و لم تأتي ، ضاق صدري كثيرا ً، لاحظت أمي علي التوتر و القلق فطمأنتني و أخذت تضع الأعذار لتأخرها ؛ ربما تعطلت السيارة .. و ربما ألغت زيارتها لظرف طارئ و ربما و ربما .. إلى أن قررت قطع الشك باليقين فهاتفتها و أجابتني والدتها ، في البداية أنكرت صوت أمها فقد كان هادئاً رزيناً أما هذه المرة فقد بدا على غير عادته ، حزيناً مؤثراً .. سألتها بعد التحية عن صديقتي لما لم تأت بعد ؟ فأجابتني و لم أتوقع الجواب نهائياً و كان آخر ما يمكن أن أفكر فيه ، فقد وضعت لتأخر صديقتي أعذاراً شتى .. و لكن هذا العذر الذي هز وجداني لم تلده بنات أفكاري ، طلبت من والدتها أن تعيد الجواب ؛ لعلي أفيق من صدمتي ، فإذا بها تقول لقد استردها مودعها و هي في محرابها ، إنا لله و إنا إليه راجعون ، كانت أمها تحدثني بصوت متقطع مليء بما لا يوصف من الحزن و الأسى ، إلا أنه صوت راضية لما كتبه الله تعالى و هي لا تلام على حزنها لأنها فقدت قرة عينها تلك التي وهبها الله تعالى الخلق الحسن و رزقها البر بوالديها الشيء الكثير .
واسيت أمها و أقفلت السماعة و لم أزل بجانب الهاتف ، أتذكرها و أتذكر أيامنا الجميلة التي قضيناها معاً ، و أتذكر وصيتها الغالية التواصي بالحق و التواصي بالصبر ، أجهشت في البكاء قررت أن أكمل دربي في طاعة ربي و أن أحمده و أعبده بشتى الطرق في جميع أوقاتي حتى أفوز بالجنة و يتسنى لي لقياها مرة أخرى في جنات ربي ..
و هذي وحده ثانية
رحلـــــت بدون وداع ...
في منتصف الليل ... بل عند رحيل الليل ... و بداية فجر جديد ...
و كعادتي أمسك بدفتر مذكراتي الصغير أقوم بجرد يومي من فجره إلى ليله ...
لكن ليلتي مختلفة ... شعور غريب ينتابني ...
و فجأة ..........
و بدون مقدمات يرن جرس الهاتف !!!!!!
فأسرعت متلهفة لأرد على الهاتف رغم الضيق الذي أصابني عند سماعه إنها صديقتي ...
و من دهشتي لهذا الإتصال قلت لها دون ردي السلام :
ماذا تريدين ؟! ماذا حدث ؟؟
قالت : إحدى قريباتي تلك التي هي صديقتك ...
قلت لها : نعم ماذا بها ؟!!
قالت : لقد تم تعيينها في مدرسة بقرية نائية عنا ...
قلت : ما شاء الله و لكن أخبريها بعتابي لها ; لأنها لم تبشرني بذلك ...
و منذ فترة لم أراها ... و لم أسمع صوتها ...
قالت و بصوت يشوهه الحزن : آسفة لا أستطيع إيصالها عتابك ; لأن فجر أمس و هي في طريقها للمدرسة أصابها حادث بشع و انتقلت إلى رحمة الله هي و أبيها ...
حينها لم أتمالك نفسي فذهبت مسرعة لحجرتي ...
لقد ماتت و رحلت ... نعم رحلت و تركتني وحيدة ...
رحلت شمعة حياتي ... رحلت صديقتي ... رحلت أختي ...
إنها كل شيء في حياتي ...
أحسست و الدموع تملأ مقلتي أن الدنيا توقفت برحيلها ...
فأصبحت لا أفارق حجرتي ... بل أصبحت انتظر اليوم الذي أرحل فيه مثلها ...
و بعد مرور أسبوع على هذا الحال ... حتى جفت عيناي من الدموع ...
أحسست ببصيص أمل يعود لي ... فتشبثت به ... و أدركت حينها أن الحياة لم تنتهي ... و لم تتوقف ...
و لن أنسى من ذهبت للقاء ربها و هي حاملة النور ...
فقد رعت حق الله ... و الكل أحبها بإيمانها و أخلاقها و بشاشتها ...
و ما بقي لي عند ذكراها إلا رفع كفاي لمالك الملك لأدعي لها أن يرحمها ... و يغفر لها ... و يوسع لها في قبرها ... و يجعله روضة من رياض الجنة ...
إنه سميع مجيب ...
دعواتك
منقوول
تعاليق
رد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأحد نوفمبر 21, 2010 1:31 amالفرعونه عروسه النيل
مشكور على المشاركة
الأحد نوفمبر 21, 2010 3:24 am
مشكوووووووووووووووووووووووووووور على الموضوع
الأحد نوفمبر 21, 2010 6:21 am
قصة محزينة
مشكوارة اختي
مشكوارة اختي
الأحد نوفمبر 21, 2010 6:23 am
عفوا مشكوار اخي
الأحد نوفمبر 21, 2010 8:03 am
مشكوور على الموضوع
الأحد نوفمبر 21, 2010 8:45 am
جامد اوى هيدا الموضوع
الجمعة فبراير 04, 2011 1:21 am
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى